شؤونهم، فتألفت الجمعيات هنا وهناك، وربما كان أقدمها جمعية المورافيين نسبة إلى مورافيا على ضفاف الدانوب، وتعرف بجمعية الأخوة المتحدين، وقد كانوا ولا يزالون في المقدمة بالنسبة إلى عددهم الذي لا يتجاوز000000 3. وفي أواخر القرن الثامن عشر زاد عدد الإرساليات البرتستانتية وزاد نشاطها. وقد طلبت من أمين سر المستر هاردمان في القدس بعض إحصاءات لهذه الإرساليات فأسل آخر ما عرفه منها أعربه بالشكر قال: عدد إرساليات البروتستانت في العالم 380، عدد المرسلين رجالاً ونساءً 29049 والمال الذي صرفته خمسة عشر مليون ليرة إنكليزية هذا عدا ما جمع في حقول الإرساليات نفسها وصرف عليها أيضاً. وعدد الإرساليات في فلسطين17 وعدد المرسلين فيها 160.
وعمل بعض هذه الإرساليات عام وبعضها خاص محصور في قارة أو مملكة أو إقليم أو دين أو مذهب أو رتبة من الناس أو الذكور أو الإناث أو الطب العام أو الخاص أو طبع الكتب أو نشرها أو التبشير مجرداً أو فتح المدارس فقط. وهذا
الاختصاص في الغرب حتى في الأمور الدينية هو أساس نجاحه.
ومن المبادئ الأساسية لهذه الإرساليات أن تنظم المهتدين جماعات تشرع بإدارة شؤونها بنفسها، وتسير نحو الاستقلال الإداري والمالي. ومنها عدم التدخل في سياسة البلاد التي يرسلون إليها، ووجوب إطاعة أوامر حكومتها، والمحافظة على قوانينها ونظاماتها في كل ما لا يخالف الضمير بناء على قول المسيح أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله وبناء على أوامر رسله المتعدد بالصلاة والطاعة للحكام. ومع ذلك فقد أوقعت السياسة الأوربية تهمه المداخلة في السياسة على المرسلين، لأنها استعملت الإرساليات على غير قصد من المرسلين جسراً عبرت عليه إلى مقاصدها الاستعمارية فشوهت سمعة المرسلين.
ولقد كان من الطبيعي أن توجه الإرساليات أفكارها إلى هذه الديار مهبط الوحي ومهد المسيحية لإنعاش المسيحية وتبشير غير المسيحيين بها. وفي إحصاء بتاريخ سنة 1913 أن عدد الإرساليات في هذا القطر أكثر من