وعاجلهم سهم القضاء. وقام بعدهم مبتدعون كثيرون اشتهر منهم في القرن الرابع قس كنيسة الإسكندرية آريوس، إذا كفر بألوهة المسيح فجمعت عليه الكنيسة سنة 325 مجمعاً مسكونياً في مدينة نيقية حضره ملوك المسيحيين القيصر قسطنطين الكبير وثلاثمائة وثمانين عشر أسقفاً ما عدا الكهنة والشمامسة والعلماء وحكمت عليه فعري من الكهنوت ونفي وقطع السبب بأتباعه.
وبتأثير ضلال آريوس كفر مكدونيوس أسقف القسطنطينية بالروح القدس فحكمت عليه الكنيسة وعللى بدع آفنوميوس وأبوليناريوس وصباليوس وماركلوس وآفدوكسيوس وفوتينوس بالمجمع الثاني المسكوني الذي التام سنة 381 في القسطنطينية على عهد القيصر ثيوذوسيوس الكبير وحضره مائة وخمسين أسقفاً أثبتوا صلاحية المجمع الأول الشرعية وأكملوا دستور الإيمان الذي وضعه، قاضين بإقامته على كل أرثوذكسي فهو شعار إيماننا إلى اليوم القيامة ومطلعه أومن بإله وأحد آب ضابط الكل خالق السماء والأرض. . . وحطوا مكدونيوس من رتبته الكهنوتية فسكن نسيس مشايعه.
وأولع نسطوريس أسقف القسطنطينية بعشق الإمامة نافراً إليها في شاكلة من خالف ليعرف فكفر بالمسيح وأمه مريم فرمته الكنيسة بإقحاف رأسه في مجمعها
الثالث المسكوني الذي اجتمع في مدينة أفسس سنة 431 على عهد القيصر ثيوذوسيوس الصغير وحضره نحو مأتي أسقف قرعوا ضلال نسطوريوس بالحق فأسقط من الكهنوت ونفي إلى مصر وباتت بدعته تذمى في الكلدان كالخنفساء إلى اليوم.
وركب أوطينما الراهب رأسه في محاربة ضلال نسطوريوس حتى انتشر عليه رأيه في طبيعتي المسيح ففسد إيمانه بهما وأغرق في غوايته حتى انتصفت منه الكنيسة بحكمها عليه وعلى بدعته بمجمعها المسكوني الرابع الذي اجتمع في خلكيدون سنة 451 وحضره القيصر مركيانوس وستمائة وثلاثون أسقفاً.
وضرب الدهر بين القائلين بالطبيعة الواحدة فتشردوا قدداً عليها المنية لولا زعيمهم أسقف أرفاً يعقوب الزنزلي المشهور بالبرادعي. فإنه لأم صدعهم بتجديده لهم مركز البطريركية في إنطاكية فتسموا باليعاقبة إكراماً له وانقسموا إلى سريان وأرمن ومصريين.