ينزهونه عن الوالد والولد والزوج، ويعتقدون بحشر الأجساد أو ما يشبه ذلك في يوم الجزاء. ويرمزون إلى أربابهم بحيوانات ودواب كرمزهم بالأفاعي والطير والسمك والغزلان والبقر والخرفان.
أما قدماء المصريين فقد اهتدوا إلى عبادة رب الأرباب وتمثلوه في الشمس الحاكمة على الأكوان. وقدسوا معبودهم على صور شتى ثم أصبح لكل مدينة ربها يعتقدون بأنه واحد يظهر في مظاهر مختلفة من مظاهر الطبيعة من نبات وحيوان وجماد وطواطب وأنهار ولا سيما النيل، وأقاموا لكل واحد من أربابهم الهياكل يخدمها الكهنة والسدنة ومن أهم معبوداتهم أوزيريس وإيزيس وهوروس أي الوالد والوالدة والولد. واعتقد المصريون بالآخرة والجزاء في العالم الثاني وحشر الأجساد، ولذلك عنوا بتحنيط موتاهم على ما لم يصل إليه أحد قبلهم، عل الميت يأنس بصورته.
وعبد الفرس قوى الطبيعة التي وقعت تحت حسهم من شمس وقمر ونار وماء وهواء، ثم عبدوا ميترا التي هي الزهرة، ثم كان من مجوسهم على عهد زرادشت ولأخلافه أن عبدوا رب الخير والشر، واسم رب الخير يزدان أو رب النور وهو الرب الأعظم مبدع الكائنات، واسم رب الشر أهرمن وهو رب الظلمة وأصل كل بلاء. قال ماني: مبدأ العالم كونان أحدهما نور والأخر ظلمة كل واحد منهما منفصل من الآخر، فالنور هو العظيم الأول ليس بالعدو وهو الإله ملك جنان النور وله خمسة أعضاء الحلم والعلم والعقل والغيب والفطنة، وخمسة أخر روحانية وهي الحب والإيمان والوفاء والمروءة والحكمة، وزعم أنه بصفاته هذه أزلي ومعه شيئان اثنان أزليان أحدهما الجو والآخر الأرض، وأعضاء الجو خمسة الحلم والعلم والعقل والغيب والفطنة وأعضاء الأرض النسيم والريح والنور والماء والنار، والكون الآخر وهو الظلمة وأعضاؤها خمسة الضباب والحريق والسموم
والسم والظلمة، ومن تلك الظلمة كان الشيطان. والصابئة هم القائلون بالأصنام الأرضية للأرباب السماوية أي الكواكب متوسطون إلى رب الأرباب، وينكرون الرسالة في الصور البشرية عن الله تعالى ولا ينكرونها عن الكواكب.
هذا وقد دان اليونان كما دان كثير من الأمم القديمة قبلهم بتأليه الجمال