العثماني بتسم ذرى المناصب والقضاء، وكان لهم مشاكل وقضايا يريدون حلها في المراجع العليا أو لمجرد التقرب والتظرف كانوا يمعنون في مهاداة من يتوقعون الخير منهم بالكتب، وبذلك رحلت إلى الآستانة وغيرها أحمال من المخطوطات على هذا الوجه أيضاً فعدت هذه الهدايا في جملة مصائب الخزائن.
من أهم الخزائن في الشام خزانة المسجد الأقصى في القدس وفيها نصف مصحف قديم بخط كوفي كتب عليه كتبه محمد بن الحسن بن الحسين ابن بنت رسول الله وإحدى ثلاث نسخ من مصحف مجزأ ثلاثين جزءاً كتبها بيده أحد ملوك المغرب ابن عبد الحق على رّق وهي مجلدة على الطريقة المراكشية وموضوعة في الصندوق مزخرف بالميناء على الطريقة الأندلسية. ومصاحف كبيرة جداً وصغيرة كتبت في عهد المماليك وملوك بني عثمان. ومن كتبها نشق الأزهار لابن إياس وحوادث الجو لمؤلف مجهول وكتاب المعرفة والتاريخ رواية ابن
درستويه عن ابن القطاف.
ومن خزائن القدس مكتبة القبر المقدس ودير الروم ومكتبة دير الدومنيكان ومكتبة الآباء البيض ومكتبة دير الفرنسيسكان ودير الأرمن وخزانة الآثار الأمريكية والآثار الإنكليزية ومكتبة المجمع العلمي الأثري البروتستانّتي والجامعة العبرية والمكتبة الحنبلية ومكتبة الشيخ الخليلي ومكتبة البديرية، وأهمها المكتبة الخالدية العمومية أنشأها في القدس راغب الخالدي من أعيان تلك المدينة بمشورة أستاذنا طاهر الجزائري ومعاونته وقد بلغت نحو أربعة آلاف مجلد، منها ثلثيها من المخطوط وزادت زيادات كثيرة بما ضيف إليها من خزانة الأسرة الخالدية. جعلت سنة 1318هـ - 1900م على مقربة من المسجد الأقصى في مقبرة أحد الأمراء. ومن نوادرها أنموذج العلم للمولى شمس الدين محمد بن حمزة الفناري المتوفى سنة 834هـ ذكر فيه أصول مائة علم. الطبقات السنية في تراجم الحنفية عليه خط مؤلفه تقي الدين بن عبد القادر المضري التميمي الداري المتوفى سنة 1010هـ. الشعور بالعور للصلاح الصفدي المتوفى سنة 764