خطط الشام (صفحة 1311)

وقفها بحلب نور الدين محمود بن زنكي على مدرسته وسلمت إلى محمد بن علي ابن ياسر الجياني الأندلسي، زميل ابن عساكر مؤرخ دمشق، وأجريت عليه جراية ثم وقف كتبه على أصحاب الحديث توفي سنة 553 ووقف نور الدين علي البيمارستان الذي أنشأه بدمشق جملة كثيرة من الكتب الطبية كما وقف كتبا كثيرة على أهل العلم في أرجاء مملكته.

وأعطى صلاح الدين يوسف لمؤدب ولده الأفضل أبي سعيد البندهي أو البنجديهي

كتبا كثرة من خزانة كتب حلب، أباح له أن يأخذ منها ما شاء، وهذا جمعها وحصل من الكتب التي لم تحصل لغيره، ووقفها بخانقاه السميساطي بدمشق. وكثيرا ما كان صلاح الدين يبيح لرجاله أن يأخذوا ما شاءوا من الكتب التي وقعت إليه، كما فعل في مصر وأعطى وزيره القاضي الفاضل من خزانة الفاطميين قدرا كبيرا من كتبها، وأعطى عماد الدين الكاتب أيضا بعض أسفارها، وكان في هذه الخزانة على ما قبل ألف ألف كتاب وفيها من تاريخ الطبري فقط ألف ومائتا نسخة. فبيعت خزانة الفاطميين وتشتتت على هذه الصورة ولم يكن في ديار الإسلام أعظم منها. ووهب صلاح الدين القاضي الفاضل ما شاء من كتب خزانة آمد لما فتحها وكان فيها ألف ألف وأربعون ألف كتاب فانتخب منها الفاضل سبعين حملا. وهذه الألوف من الكتب التي ملكها القاضي الفاضل وقفها بعد على إحدى مدارس القاهرة وكان هو وابنه من غلاة الكتب.

ومن الخزائن التي كانت بالشام خزانة علي بن طاهر السلمي النحوي 500 كانت له حلقة بالجامع بدمشق ووقف فيه خزانة كتب. وكان لتاج الدين الكندي في الجامع الأموي خزانة كتب فيها كل نفيس. ووقف شرف الدين بن عروة الموصلي المنسوب أليه مشهد ابن عروة في الجامع الأموي خزائن كتبه فيه. ومن الخزائن خزانة بني جرادة العلماء في حلب فقد كتب أحدهم أبو الحسن ابن أبي جرادة 548 بخطه ثلاث خزائن من الكتب النفيسة وخزانة لوالده أبي البركات وخزانة لابنه عبد الله. وما موفق الدين ابن المطران 587 وفي خزانته من الكتب الطبية وغيرها ما يناهز عشرة آلاف مجلد خارجاً عما استنسخه. وكان في خدمته ثلاثة نساخ يكتبون له أبداً ولهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015