متاحف في بيروت والسويداء وطرطوس، وكذلك أنشأت كل من حكومتي فلسطين والشرق العربي متحفاً جعلته
الأولى في القدس والثانية في عمان، وجميع هذه المتاحف نمت بسرعة عظيمة بفضل ما اشترته واستهدته من الآثار، وما نالها مما اكتشفته البعثات الأثرية في مناطقها فأصبحت الشام بتشجيع الحكومات المحلية والسلطات المنتدبة ساحة عمل دولي كبير.
وقامت البعثات الفرنسية بالبحث عن الآثار في صيدا وأم العواميد وكفر الجرة وبيروت وجبيل والقرية ولبيا في منطقة الحكومة اللبنانية، وفي السويداء وقنوات الشهباء، وفي تل النبي مند قدش القديمة وفي المشرفة قطنا القديمة والنيرب وأرسلان طاش والقصر الأحمر، وقامت بعثتان مختلطتان بأعمال التنقيب في قلعة الصالحية دوراسا أو روبوس القديمة على شاطئ الفرات، وفي مدينة تدمر. وتحرت البعثة التشكوسلوفاكية آثار الشيخ سعد وتل أرفاد، ونقبت بعثة ألمانية في رأس العين شمالي الشام. وحصرت البعثات الإنكليزية والأميركية أعمالها في منطقة فلسطين والشرق العربي، فنقبوا عن الآثار في تل مجدو القديمة وبيسان وسبسطية سمرة القديمة وسيشم وبيت جبرين والقدس والتابغة وجرش.
تختلف مجموعة دار الآثار في دمشق عن مجاميع متحف الشام للعناية التي بذلتها بآثار القطر الشامي على اختلاف أدواره التاريخية وخاصة العهد الإسلامي. وحري بدمشق عاصمة الأمويين، ومهد الحضارة العربية، أن يكون لها متحف يحيي ذكرى هذا الماضي المجيد. ورغم ندرة العاديات الإسلامية المنقولة في ربوع الشام وأسعارها الباهظة، تمكنت دار الآثار من جمع أعلاق قيمة. منها مجموعة نقود إسلامية، ومجموعة خزف عربي، ومجموعة مصاحف مخطوطة ومذهبة. ومجموعة خشبية أخص بالذكر منها جانباً من سدة جامع من خشب الحور الرومي آية في جمال الصنع وحسن الذوق، مزينة بنقوش عربية بديعة،
وكتابات قرآنية كوفية مزهرة متناسقة جميلة جداً، وقد كتبت في أعلاها هذه الفقرة: بن محمد بن الحسين بن