خطط الشام (صفحة 1179)

والمتانة، وفي صحنه قبة عظيمة تعلو من المرمر في وسطه فوارة يخرج ماؤها من منقار نحاس أصفر اه. والغالب أن هذا الجامع خرب بخراب تلك المدينة بعد.

وفي جبيل جامع هو مما اتخذ جامعاً بعد الحروب الصليبية. أما مدينة بيروت فكانت فيها جوانع صغيرة بعد الفتح ولم تكن بيروت بالثغر العظيم إذ ذاك ولم يكن للمسلمين جامع فيها أيام استيلاء الصليبيين عليها، فلما انتزعت منهم أخذوا كنيستهم وجعلوا جامعاً، وهي تعرف بكنيسة ماريو حنا الصايغ ويقال لها جامع النبي يحيى أو الجامع الكبير اليوم. وبنى فيها الأمير منصور عساف جامع السراية. وكان جامع الخضر كنيسة للموارنة باسم مار جرجس إلى سنة 1661م فأخذه أحد باشوات الترك وجعله جامعاً. ومنها جامع المجيدية وغيره ومجموع ما في بيروت اليوم من المساجد والجوامع ثلاثون جامعاً ومسجداً.

وفي صيدا سبعة جوامع ومساجد أهمها الجامع الكبير جامع يحيى وكان كنيسة على الغالب باسم مار يوحنا وفي صور مسجد جامع. وفي عكا بضعة جوامع أهمها جامع الجزار، وفي حيفا وعملها عدة جوامع ومساجد، وفي يافا وعملها كذلك وجوامع يافا قديمة في الجملة، وفي غزة، وكان مسجدها الجامع من الكنائس المهمة في القرن الثاني عشر للميلاد على اسم القديس يوحنا المعمدان، وكان كاتدرائية لأسقف الروم، وفيها جامع هاشم وجامع باب الداروم وغيره من الجوامع التي فيها نقوش بديعة وأنقاض تدل على مجد قديم.

جوامع المدن الداخلية:

وفي الخليل وحبرون جامع فيه مقام الخليل إبراهيم في مغارة تحت الأرض. قال شيخ الربوة: ومن المباني القديمة مقام الخليل عليه السلام طوله ثمانون ذراعاً وعرضه خمسون ذراعاً، في الطول نته عشرون حجراً مدماكاً واحداً، وداخل المقام نصب على الضريح كل واحد حجر واحد، الطول أربعة أذرع والعرض ذراعان وتصف والسمك مثلها وأزيد. ويحتوي اليوم سور الخليل على أساس يبلغ علوه 12 متراً وحجارته ملساء عليها مسحة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015