خطط الشام (صفحة 1145)

كنيسة لد التي أنشئت في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، كما خرب كثيراً من الكنائس في عهده وخرب بعضها في الحروب وخرب الآخر قصداً لأسباب سياسية وحربية حافزة. وفي جنين دير ومدرسة للذكور وللروم كنيسة وللبروتستانت وللكاثوليك ولكل كنيسة مدرسة تابعة لها.

وبالجملة فكل بلد في فلسطين لا يخلو من دير أو كنيسة أو كنيس مهما بلغ من قلة ساكنيه من المسيحيين والإسرائيليين.

والفضل في إنشاء هذه الكنائس لجماعة الرهبان والمبشرين فهم الذين استوكفوا أكف المحسنين في الغرب وصرفوا عقولهم وأوقاتهم في إقامة تلك المعاهد المهمة، وقد جاء منهم نوابغ في كل قرن خلدوا اسمهم بقدر ما بذلوا من العناية بنشر دينهم وإقامة شعائره ومعابده فاستفاد العمران من عملهم فوائد لا ينكرها منصف. كتب إيليا بطريرك بيت المقدس إلى أنسطاس ملك الروم: قد بعثت إليك بجماعة عبيد الله ورؤساء رهبان بريتنا وفيهم سابا الفاضل الذي قد صير بريتنا مدائن وأعمرها وهو نجم فلسطين.

كنائس الأردن:

وفي عبر الأردن كنائس أهمها كنيسة مادبا أو ميدبا وقد تقدم الكلام عليها في المصانع ونزيد الآن أن ميدبا عن مجلة المسرة فاقت أخواتها بكنائسها الفخمة العشر وأن سرجيوس مشيد الكنائس شيد كنيسة على اسم الرسل القديسين. ومن الكنائس التي بقي ذكرها إلى اليوم كنيسة البتول التي يرجع عهدها إلى أيام القيصر يوستنيانوس. ولما فاضت جيوش الأعاجم على هذه الديار حرقت الكنائس والأديرة وذبحت الألوف من الرهبان والنصارى ثم وطئتها أقدام الفاتحين من المسلمين فدثرت تلك الأسقفية وعادت أخربة ينعق فيها البوم عصوراً طويلة.

وكان في أكثر أمهات قرى حوران كنائس مهمة في الإسلام خربت بطول الزمن حتى قبل إنه كان في إقليم حوران فقط أربع وثلاثون أسقفية وناهيك بما يقتضي لها من الكنائس. واشتهرت اليوم كنائس تبنة وبصير وخبب. وفي جبل عجلون عدة كنائس منها ثلاث في الحصن أكبرها كنيسة اللاتين. وفي عجلون عدة كنائس صغرى جعل بجانبها مدارس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015