خطط الشام (صفحة 1057)

طول الثوب تسعة أذرع وعرضه ذراع واحد، وتعمل منها القفاطين، وهي الألبسة الوطنية في الشام، وفيه اليوم ألوف من الآلات تصنع هذا النوع من القماش، وتسمى القطعة منه أي ما طوله ذراعان وعرضه كذلك سُلْك أغباني وهو يستعمل في الشام غطاء للرأس أي

كوفية، وزناراً، وملفاً للأولاد الرضع، وعمامة، ويصدر منه إلى الخارج كميات وافرة، وله تجار كثار أخصائيون في دمشق وحلب وبيروت وحماة وحمص وطرابلس وفلسطين وجميع المدن الصغيرة ويصدر إلى الهند وفارس وتركيا والحجاز والعراق ومصر والسودان والصين.

واشتهرت الشهباء بصناعة الأشغال الحريرية المعمولة بالقصب وأقمشة الجوخ المعمولة بالسيم والثياب المفصصة بالجوهر والزّبرج أي الزينة من وشيٍ وذهب ويقال لهذه الصناعة صنعة القصبجية والألتونية فهي ممتازة بعمل الفضي ومشهورة بالزركشة والتطريز، وعرفت زوق مكايل بصناعة الوشي وزركشة القصب والنسيج أيضاً، واهتدى صناعها منذ تسعين سنة إلى رسم الأشكال التي يريدونها على المنوال بالمحواك، واصطنعوا من الأثاث والأكيسة والطنافس ما يأخذ بمجامع القلوب إتقاناً، وعملوا نسائج هذا القز فأبدعوا فيه وأظهروا الصور الشمسية على النسيج فجاءت كأنها لم تمس بيد، صنعوا بها صور العظماء والملوك والأمراء مجسمة، فكانت من أنفس أعلاق القصور. وصناعة زركشة القصب هذه كانت راقية جداً في دمشق، وصفها أحد سياح القرن الحادي عشر بقوله: وبباب جيرون على يسار الخارج منه حارة الذهبيين، وهي أماكن يمد فيها خيوط الذهب غلاظاً أولاً، ثم لا يزالون يعالجونها بالإدخال خرقاً بعد خرق، وكل ثان أضيق من قبله، حتى تنتهي إلى الرقة، إلى أن تصير كالشعر ثم يطرقونها بمطارق لطيفة وصناعة محكمة، ثم يلفون ذلك المطروق على خيوط الحرير فيتركب منه القصب المعلوم ونحو ذلك عملهم للفضة اه. وسمى هذه الصناعة البدري صناعة الذهب المسبوك والمضروب والمجرور والمرفوع والممدود والمرصوع وكان القوم يغالون في لبس الأردية والأكسية والمعاطف والسراويلات التي تعمل من هذا القصب على الجوخ ويلبسه المترفون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015