الخطيب قدوة لأهل مسجده، وأهل حيه، فعليه أن يزن كلامه، وسلوكه وطريقة تعامله مع الناس، كما أن عليه أن يقدر الظروف والمناسبات التي تلابس الخطبة، فلكل مقام مقال، والبلاء موكل بالمنطق، وما يقال في مقام النصر والإنعام لا يقال في مناسبة الهزيمة، وما يخطب به في حال الخصومات والمنازعات لا يخطب به في حال الصلح، وما يقال في زمن الأمن غير ما يقال في زمن الفتنة، حيث يكون للسان فيها مثل وقع السيف أو أشد، وما كل ما يعلم يقال، وقد ذكر العلماء أن للكلام شروطا متى أخل بها أوهن فضيلة كلامه، وأذهب جمال نصحه، ومنها:

1 - أن يأتي به في موضعه، ويتوخى به إصابة فرصته.

2 - أن يقتصر منه على قدر حاجته، ولا يكن مهذارا في غير حاجة.

3 - أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به.

4 - أن يتوخى به الفائدة من جلب نفع أو دفع ضر.

وزن الكلام إذا نطقت فإنما ... يبدي عيوب ذوي العيوب المنطق (?)

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: وكلت الفتنة بثلاث: بالجاد النحرير الذي لا يريد أن يرتفع له منها شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليه الأمور، وبالشريف المذكور، فأما الجاد النحرير فتصرعه، وأما هذان: الخطيب والشريف فتحثهما حتى تبلو ما عندهما (?) .

ولذا ينبغي أن يكون هناك مقياس دقيق لاختيار الخطباء، وأن يكون بعد فحص وتمحيص، وتقويم لأدائهم فإن الخطباء أئمة الناس إلى الحق أو إلى الباطل، ولا يكفي أن يكون الخطيب حامل شهادة شرعية، أو في اللغة العربية، بل ينبغي أن يعقد لهم دورات للارتقاء بمستواهم، وتحسين أدائهم وعطائهم في هذا المجال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015