لأبي عبد الله: ترى للرجل يشتغل بالصوم والصلاة، ويسكت عن الكلام في أهل البدع. فكلح في وجهه، وقال: إذا هو صام وصلى واعتزل الناس أليس هو إنما لنفسه؟

قلت: بلى، قال: فإذا تكلم كان له ولغيره. . . يتكلم أفضل (?) .

وقال ابن عقيل رحمه الله: إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، وضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر في مواطأتهم أعداء الشريعة (?) .

ومما يحذر منه في هذا المجال الإخبار عن كتاب مغمور محدود النشر يحتوي على آراء ضالة وأفكار هدامة، بقصد الرد عليه فيحصل بذلك إشهاره وتوجيه الأنظار إليه دون قصد من الخطيب، ومن هذا القبيل أيضا ذكر رأي أو فتوى شاذة لعالم مشهور من أجل الرد عليها، فتكون النتيجة عكس ما قصد إليه الخطيب، وكأنه يقول للناس: إن هذا العالم الكبير يقول بمثل هذا الرأي فلا حرج على من ذهب إلى مثل ما ذهب إليه.

فعلى الخطيب أن يكون ذا بصيرة في الموازنة بين المصالح والمفاسد، وتقويم النتائج المترتبة على كلامه، فرب خطبة أيقظت فتنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015