والعقل بهذا الاعتبار، مجرد منحة من الله الواحد القهار، لا دخل فيه للكسب والاختيار وهو الذي يقال له: العقل المطبوع، ولا يوجد تكليف بدونه، وإذا أخذ الله ما وهب أسقط ما أوجب، ولذلك لما ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – فتان القبور، قال عمر – رضي الله تعالى عنه – أتُردُّ علينا عقولنا يا رسول الله؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: نعم، كهيئتكم اليوم، فقال عمر – رضي الله تعالى عنه –: بِفِيهِ الحَجَر (?) قال الإمام الغزالي – عليه رحمة الملك الباري –: العقل منبع العلم، ومطلعه وأساسه، والعلم يجري منه مجرى الثمرة من الشجرة، والنور من الشمس، والرؤية من العين، فكيف لا يشرف ما هو وسيلة السعادة في الدنيا والآخرة، أو كيف يُسْتَرابُ فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015