الحكمة الثامنة: تظهر لي وما ذكرها الحافظ ابن حجر رحمه الله – والعلم عند الله – وهي أنه أسري بنبينا عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السموات العلى ليرتقي من كمال إلى كمال. فنقله إلى الكمال الأرضي وهو الاجتماع بالأنبياء وإظهار تقديمه عليهم وفضله عليهم، ثم نقله إلى ما هو أعلى من ذلك وهو العروج به إلى السموات العلا والالتقاء برب العالمين، فنقل من كمال إلي كمال أسري به ثم عرج ولو حصل العكس لم يكن في رؤيته الأنبياء فائدة معتبرة لأن أعلي الكمال حصل له وهو الاجتماع برب العالمين ولقاؤه.
المبحث الرابع
الآيات التي رآها خير البريات عليه صلوات الله وسلامه في حادثة الإسراء والمعراج:
وتنقسم هذه الآيات إلى أربعة أقسام (لنريه من آياتنا الكبرى) :
القسم الأول: آيات عظيمة رآها وحصلت له قبل البدء برحلة الإسراء والمعراج.
القسم الثاني: آيات أرضية رآها عندما أسري به إلى بيت المقدس.
القسم الثالث: آيات سماوية رآها عندما عرج به إلى السموات العلا.
القسم الرابع: آيات عظيمة حصلت له بعد رقي السموات.
وسنفصل الكلام في هذه الآيات الأربع إن شاء الله تعالي.
القسم الأول:
الآيات التي حصلت له قبل البدء برحلة الإسراء والمعراج: حصلت له حادثة عظيمة وهي حادثة شق صدر نبينا عليه الصلاة والسلام.