فإن قلت: من البيت الخالي كان محالاً، لأن البيت العالي ليس فيه شيء يسرق، ولهذا قيل لابن عباس – رضي الله عنهما –: عن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها، فقال: وما يصنع الشيطان بالقلب الخرب؟.
وإن قلت: يسرق من بين الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع، فإن عليه من الحرس ما لا يستطيع اللصوص الدنو منه، كيف وحارسه الملك نفسه؟؟ وكيف يستطيع اللصوص الدنو منه؟ وحوله من الحرس والجند ما حوله؟ فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشُن عليه الغارات.
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل، ولينزله على القلوب فإنها على منواله (?) .