الحادث الأول: قبل أن يدخل إلى مكة عندما وصل إلى نخلة، وهي على الطريق القديم لمكة ويسمى طريق السيل حديث كان يسلكه المسلمون والعرب في الجاهلية لسهولته ويقع عليه ميقات أهل نجد قرن المنازل، ويقال له قرن المنازل على بعد 70 كيلومتراً من مكة، وطريق السيل هذا طوله من الطائف إلى مكة 120 كيلومتراً، وهناك طريق آخر جديد يسمى طريق الهدا وهو طريق جبلي شق حديثا وطوله إلى مكة قرابة 80 كيلومتراً، الشاهد أنه لما وصل إلى نخلة وهي تبعد قرابة 4 كيلومترات عن مكة المكرمة – أكرمه الله بأمر عظيم وأكرم الجن برؤية نبينا الكريم عليه صلوات الله وسلامه فصرف له نفراً من الجن يستمعون قراءته وآمنوا به في نخلة: (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين) ، وفي هذا تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم وبشارة، فكأنما الله تعالى يقول له: اصبر إن جهل عليك البشر، فالجن – الذين لا تستبعد من طبيعتهم الجهالة والعشرة – انظر كيف عرفوا قدرك وآمنوا بك واستمعوا لقراءتك فعما قريب سأفتح قلوب البشر لدعوتك.

فإذن هذه بشارة حصلت له بعد الأذى الذي حصل له من البشر جاء الجن واستمعوا لقراءته وآمنوا به (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً) والله تعالى أنزل سورة كاملة سماها باسم هذه الحادثة فسميت سورة (الجن) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015