القول الثانى: قيل إن الحديث على ظاهره ولا يضاف إليه قيد أول من يكسى مطلقا وعليه فى ذلك مزية لخليل الرحمن إبراهيم على نبينا وآله وعليه وصحبه صلوات الله وسلامه فى ذلك مزية كما قلت وتفضيل فى هذه الخصلة على نبينا عليه الصلاة والسلام لكن هذا لا يلزم أنه أفضل منه مطلقا وكما قال أئمتنا المزية لا تقتضى الأفضلية فكونه امتاز عليه بهذه الخصلة هو دونه كما سيأتينا فى مكانة نبينا عليه الصلاة والسلام وتفاضل الأنبياء فيما بينهم ضمن مباحث النبوة والحديث فى صحيح مسلم عندما يذهب الخلائق إلى خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام يطلبون منه الشفاعة لأنه خليل الله يقول كنت خليلا من رواء وراء الخلة الكاملة ما وصلت إليها ما وصل إليها إلا واحد من عباد الله وهو خير خلق الله نبينا صلى الله عليه وسلم الجواب الثانى والتوجيه الثانى يقول الحافظ ابن حجر ظهر لى الآن يعنى تقييد هذه الحكم ظهرت له هذه الحكمة ألا وهى أن نبينا عليه الصلاة والسلام لا يحتاج إلى كساء فى الآخرة لأنه يمتاز عن أهل الموقف يخرج من قبله قبره عليه الصلاة والسلام مكسوا أما الخلائق كلها يخرجون عراة وفيهم خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلا نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فيخرج بلباسه وعليه لا يحتاج إلى كسوة تخلع عليه ويستر بها كما هو الحال فى خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه.
وآخر الأجوبة والتوجيهات: قيل إن نبينا عليه الصلاة والسلام يتأخر فى الكسوة عن خليل الرحمن إبراهيم لكنه يكسى بحلة أنفس وأغلى وأثمن من حلة خليل الرحمن إبراهيم لأجل أن يعوض ما فاته من السبق وفذاك سبقه لكن هنا أعطى ما هو أنس وأجمل وأفخم وأبهى والحكمة من تعجيل الكسوة لخليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام قبل غيره من الخلق أجمعين حتى قبل أبينا آدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عدة أمور.