إخوتى الكرام: وهذا التمتع الذى يحصل من المؤمنين بزوجاتهم فى جنات النعيم يجد الإنسان منه لذة أضعاف أضعاف ما يجد من لذة التمتع فى هذه الحياة فهى تشابهها من وجه لكن تزيد عنها بعد ذلك بأوجه كثيرة لا يمكن لإنسان أن يحيط بها والفارق بين تلك اللذة واللذة التى تكون فى الدنيا كالفارق بين الجنة والدنيا تماما تشابهها من وجه فقط يلتذ لكن لذة تناسب تلك الدار ولذلك تقدم معنا ما فى الآخرة لا يشبه ما فى الدنيا إلا فى الأسماء هذا وطء وبضع ومباضعة ومسير لكن حقيقة اللذة تختلف عن اللذة التى يحصلها الإنسان بالوطء الحلال فى هذه الحياة وقد أشار إلى ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم وأخبرنا أن المؤمن عندما يباشر زواجاته فى الآخرة يلتذ بهن كما يلتذ فى هذه الحياة وكما قلت اللذة هنا يعنى لبيان حصول هذه اللذة لا أنها تساويها من جميع الجهات تشبهها من وجه وتزيد عنها فى وجوه لا يعلمها إلا الله جل وعلا ثبت الحديث بذلك فى زيادات المسند من زيادة شيخ الإسلام عبد الله ولد سيدنا الإمام أحمد عليهم جميعا رحمة الله والحديث فى المسند فى الجزء الرابع صفحة ثلاث عشرة ورواه الإمام عبد الله أيضا فى كتاب السنة فى الجزء الثانى صفحة خمس وثمانين وأربعمائة وهو فى مجمع الطبرانى الكبير انظروا مجمع الزوائد فى الجزء العاشر صفحة أربعين وثلاثمائة ورواه ابن أبى عاصم فى كتاب السنة فى الجزء الأول صفحة ثمان وثمانين ومائتين وانظروه فى كتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة فى صفحة تسع وثمانين ومائة ورواه ابن شاهين كما فى الإصابة فى الجزء الثالث صفحة ثلاثين وثلاثمائة وإسناد الحديث الذى سأذكره وهو من رواية لقيط ابن عامر وهو أبو رزين العقيلى رضى الله عنه وأرضاه إسناده حكم عليه الإمام الهيثمى فى المجمع وقلت فى الجزء العاشر صفحة أربعين وثلاثمائة قال أحد طريقى عبد الله من رواه كما قلنا الإمام أحمد والطبرانى ورواه غيرهما لكن هذا ليس من شرط يعنى غيرهما