وقيل فاكهون جمع فاكه كما قلت أى ذو فاكهة وهى صيغة نسب على غير القياس كما يقال لابن وتامر إذا كان يبيع التمر فنسب إليه ويبيع اللبن فنسب إليه لابن تامر وهنا فاكه إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون أى عندهم فاكهة كثيرة يتنعمون بها والمعانى كلها حاصلة فى أهل الجنة إذا كانوا فى تلك الدار الكريمة العظيمة فهم فرحون يضحكون مسرورون معجبون بما من به عليهم الحى القيوم وعندهم فاكهة كثيرة إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هذا الشغل شامل لكل نعيم يتمتع به أهل الجنة فى الجنة ومن جملة ذلك ما نقل عن جم غفير من سلفنا الكرام قالوا فى شغل فاكهون شغلهم قالوا الطرب بغناء القاصرات الأبكار ويغنين وسيأتينا هذا بالأحاديث الصحيحة يغنين لأزواجهن فى غرف الجنان الطرب بغناء القاصرات الأبكار والتمتع بفضهن باستمرار فكلما اتصل بها عادت بعد ذلك بكرا وهكذا كلما جاءها وجدها بكرا يتمتع بغنائها يتمتع بفضها والاتصال بها.
ومن جملة الشغل الذى يتفكه به ويتنعم به أهل الجنة النظر إلى وجه العزيز الغفار وهو أعلى النعيم إذن يسمعون غناء الأبكار يشتغلون بفضهن باستمرار يتمتعون بلذة النظر إلى وجه العزيز الغفار سبحانه وتعالى وهذه المعانى كلها منقولة عن سلفنا الأبرار انظروا إن شئتم هذه الأقوال فى زاد المسير للإمام ابن الجوزى فى الجزء السابع صفحة سبع وعشرين وتفسير الإمام ابن كثير فى الجزء الثالث صفحة خمس وسبعين وخمسمائة وانظروا روح المعانى للإمام الألوسى فى الجزء الثالث والعشرين صفحة أربع وثلاثين وانظروا آثار السلف فى ذلك فى الدر المنثور فى الجزء الخامس صفحة ست وستين ومائتين عند هذه الآية من سورة يس إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون يتمتعون كما قلت بغناء القاصرات الأبكار يتمتعون بفضهن والاتصال بهن باستمرار يتمتعون بلذ النظر إلى وجه العزيز الغفار هذا المنقول عن سلفنا الأبرار رضوان الله عليهم أجمعين.