إخوتى الكرام: هذا وارد فى أحاديث كثيرة فهنا الآن اثنتان وسبعون أيضا ورد للشهيد تبتدره زوجتاه وهنا اثنتان وسبعون والروايات كلها صحيحة يعنى لا تقولن فى حديث أبى هريرة هناك للرجل من أهل الجنة لغير الشهيد خذ حتى للشهيد روايات ثابتة عن النبى عليه الصلاة والسلام عندما يستشهد تبتدره زوجتاه وله كما تقدم معنا اثنتان وسبعون كما تقدم معنا لا مخالفة ولا معارضة بين القليل والكثير والعلم عند الله الجليل ثبت فى مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجة من رواية أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه قال ذكر الشهيد عند النبى صلى الله عليه وسلم فقال نبينا صلى الله عليه وسلم لا تجف الأرض حتى تبتدره زوجتاه يعنى لا تجف الأرض من دمه إذا نزل دم الشهيد على الأرض قبل أن يجف هذا الدم قبل أن يجف تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أظلتا فصيليهما بالظاء المعجمة وبالضاد المعجمة أضلتا أظلتا كما سيأتينا توجيه الضبطين إن شاء الله أظلتا فصيليهما فى براح من الأرض وفى يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها أظلتا من الظلة أى تخيمان عليه كما أن المرأة تخيم على فصيلها إذا كانت فى براح من الأرض فى متسع من الأرض وليس هناك ظل يقيه حر الشمس ورأت فصيلها ولدها الذى فقد منها كيف تحنو عليه وتظلله وتضمه إليها وتستره من حر الشمس تكون له كالمظلة كأنهما ظئران أضلتا فصيليهما أضلتا الآن بمهنى من الضلال الذى هو بمعنى الفقدان والذهاب كأن يعنى الفصيل فقد وضاع وذهب عن الظئر عن المرضعة عن الأم الحنون ثم وجدته كيف تقبل عليه وتحتضنه وتلتزمه وهنا تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيليهما فى براح من الأرض تبتدره الزوجتان وتتعلقان به وتقبلان عليه كحال الأم عندما تقبل على ولدها إذا ضاع منها فى براح من الأرض ثم وجدته.
إذن أظلتا أضلتا كلاهما منقول فى ضبط هذا الحديث كما بين ذلك شيخ الإسلام الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب.