وكنا نتدارس الحكمة الرابعة من هذه الحكم ألا وهى تذكر لذة الآخرة وتقدم معنا أن أعظم لذائذ بنى آدم فى هذه الحياة من المشتهيات المحسوسات لذة النكاح وهذه اللذة التى هى أعظم اللذات الحسية عنده تقدم معنا فيها آفات ونقص كثير فى هذه الحياة ومع ذلك تتعلق بها النفس وترغب فيها فإذا كان الإنسان عاقلا ينبغى أن يتعلق بهذه اللذة وأن يرغب فيها فى الدار الآخرة فهناك لا نقص فيها بوجه من الوجوه والكمال هناك فيها وفى سائر الشهوات التى يتمتع بها الإنسان نسأل الله أن يمن علينا برضوانه وبدار كرامته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.