أول ما ينبغى أن يحذره وأن يتركه ضياع الوقت احذر ضياع الوقت فتضييع الوقت من المقت فمر معنا كما قلت تقرير هذا بأدلته إنما أذكر الآداب مجملة وشرحت فى ثلاث مواعظ احذر تضييع الوقت وإذا رأيت طالب العلم يضيع وقته فاعلم أنه لا يفلح ولا يأتى منه خير.
والأمر الثانى الذى ينبغى أن يحذره الجدل والقيل والقال والمراء والملاحاة فلا يأتى ذلك بخير وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل.
والأمر الثالث الوقوع فى سلفنا الطيبين المهتدين ولا خير فى هذه الأمة إذا لعن آخرها أولها فإياك ثم إياك أن تطلق لسانك فى أئمتنا من صحابة نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ومن التابعين ومن أئمة المسلمين وإلى الله نشكو غربتنا فى هذا الحين عندما وجدت نابتة لا يتورع من تضليل فضلا عن تخطيء أبى حنيفة فمن بعده من أئمة الإسلام لا يتورع هذا احذره غاية الحذر وإذا رأيت طالب العلم يقع فى السلف فاعلم أنه ممن لعنه الله وغضب عليه وإياك أن تقترب منه.
وآخر الأمور احذر من مخالطة المترفين والسلاطين إذا كان فيهم خير اقتربوا منك وقمت بما يجب نحوهم وأما أن تتمسح بأعتابهم هنا وهناك فهذا ليس من شيمة طالب العلم.
هذه أمور أربعة ينبغى أن يحذرها طالب العلم وأمور ستة ينبغى أن يتصف بها هذه كما قلت إخوتى الكرام يعنى توجيهات تتعلق بكم وهى مجملة مختصرة وهو الأمر الأول من الأمرين اللذين سأتكلم عليها كما قلت فى بدء هذه الموعظة.
إخوتى الكرام: إذا حافظ الإنسان على هذه الآداب وتلقى العلم بالكيفية الشرعية حقيقة علمه ينفعه وإلا نعوذ بالله منه ومن علمه وليس فى العلم مفخرة إنما العلم النافع هو الذى تفتخر به فى الدنيا وفى الآخرة أما العلم.
لو كان فى العلم دون التقى شرف ... لكان أشرف خلق الله إبليس