.. وقد كان فداه أبي وأمي وعليه صلوات الله وسلامه – يرد نعيم الدنيا عندما يعرض عليه من قبل أصحابه الأبرار، ويخبر عن حاله في هذه الدار، بما يبين أنه في سفر وارتحال، فليست الدنيا بدار قرار، ومالها عنده أي مقدار ولا اعتبار، روى الأئمة الكرام: أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم – عليهم رحمة الله تعالى –: بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه – قال: نام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على حصير، فقام وقد أثر في جبينه فقلنا يا رسول الله: لو اتخذنا لك وطاء، فقال: "مالي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"، هذا لفظ الترمذي، ورواية ابن ماجه بنحوه، ورواه الطبراني بلفظ: "دخلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو في غرفة كأنها بيت حمام – أي: لما فيها من الحر والكرب – وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه، فبكيت فقال – صلى الله عليه وسلم –: "ما يبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله، كسرى وقيصر يطؤون على الخز والديباج والحرير، وأنت نائم على هذا الحصير، قد أثر بجنبك؟ قال – صلى الله عليه وسلم –: "فلا تبك يا عبد الله، فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة، وما أنا والدنيا وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015