إخوتى الكرام: كما قلت كنا نتدارس الحكمة الرابعة من مقاصد النكاح وحكمه العامة تذكر لذة الآخرة وتقدم معنا أن شهوة النكاح هى ألذ شهوات الجسد وهى أعظم الشهوات الحسية والنفس البشرية تتعلق بها وإذا كان الأمر كذلك فهذه اللذة كما تقدم معنا التى يقدمها الإنسان على غيرها من المشتهيات المحسوسة فيها كما تقدم نقائص وآفات فإذا كانت النفس تتعلق بها مع ما فيها من نقص وآفات فمن باب أولى ستتعلق بهذه اللذة فى الدار الآخرة إذا لم يكن فيها آفة مكدرة.

وكنا نتدارس إخوتى الكرام العيوب والنقائص والآفات التى تكون فى الشهوة الجنسية فى هذه الحياة وقلت لذلك آفات كثيرة سنتدارس عشر آفات منها تقدم الكلام غالب ظنى على ثمان آفات ووقفنا عند الآفة الثامنة أسرد الآفات باختصار وأتكلم على ما لم نتكلم عليه فيما مضى الآفة الأولى تقدمت معنا إخوتى الكرام قلت صورة قضاء هذه الشهوة صورة ممتهنة الآفة الثانية لا يحصلها الإنسان إلا بتعب وكلفة الآفة الثالثة يترتب عليها تعب وكلفة عليه وعلى زوجه عند قضاء تلك الشهوة كما تقدم معنا يجهدها ويجهد نفسه ويجتهد فى ذلك الفعل الآفة الرابعة قلت إن هذه الشهوة لا تطيب إلا عند الحاجة وهذا من علامات النقص فيها فليست إذن شهوة حقيقية الآفة الخامسة قلت هذه الشهوة وسائر مشتهيات الدنيا حقيقتها تخلص من ألم بألم ودفع تعب بتعب وتخلص من حاجة بحاجة فليست هذه اللذة أيضا كاملة الآفة السادسة قلت مع ما فيها من هذه الآفات النفس لا يقنعها ما يكفيها وهذه هى دار الفقر ودار النقص ولذلك لو حصل منها ما حصل يتطلع ولا يشبع لكن فى الآخرة يوجد ما يشبعه ولا يتطلع إلى غير ما عنده الآفة الثامنة وهى التى كنا نتدارسها قلت يشارك الإنسان فيها الأشرار من بنى الإنسان كما يشاركه فيها البهيم من الحيوان والآفة التاسعة إنها زائلة والآفة العاشرة إذا وضعت فى غير محلها جرت الشقاء عليه وعلى الأمة والناس بأسرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015