وتقدم معنا أن أعمام النبى عليه الصلاة والسلام أربعة آمن اثنان حمزة والعباس وكفر اثنان أبو لهب وأبو طالب أما أبو لهب فهذا العاتى الشرير الذى كان يبذل ما فى وسعه لإيذاء ابن أخيه نبينا الجليل عليه الصلاة والسلام وأما أبو طالب فعلى العكس كان يبذل ما فى وسعه لنصرته لكن ما آمن حتى لا يعير من قبل قريش أنه ترك ملة الآباء والأجداد عبادة الأصنام ونسأل الله حسن الختام فذهب حمزة رضى الله عنه وأرضاه وأبو طالب مع النبى عليه الصلاة والسلام نعم إن الذى عقد العقد هو أبو طالب لأنه كما تقدم معنا نشأ فى كنفه وهو بمثابة الوالد له وألقى أبو طالب خطبته الشهيرة فى عقد ذلك الزواج المبارك الميمون فقال الحمد له الذى جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد ضئضىء بمعنى الأصل والمعدن يعنى نحن من أصل معد وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا ثم إن ابن أخى هذا محمد ابن عبد الله على نبينا صلوات الله وسلامه لا يوزن برجل ألا رجح به شرفا وفضلا ونبلا وعقلا وهو وإن كان فى المال قُلٌ أى قليل لا يملك منه كثيرا فإن المال ظل زائل وأمر حائل ومحمد عليه الصلاة والسلام من قد عرفتم قرابته وقد خطب خديجة وبذل لها ما آجله وعاجله من مال كذا وكذا ومقدار المهر اثنتا عشرة أوقية ونشا وهذه هى مهور أمهاتنا أزواج نبينا عليه الصلاة والسلام وتقدم معنا الأوقية قلنا أربعون درهما اثنتا عشرة أوقية تصبح أربعمائة وثمانين درهم والنش نصف الأوقية يعنى عشرون المجموع خمسمائة درهم مهر أمهاتنا جميعا أزواج نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا تحمله أبو طالب فبعد أن تم العقد أرسلت أمنا خديجة وهى مستعجلة لتنال الخير والبركة ممن سيكون نبى هذه الأمة حسب فراستها على نبينا صلوات الله وسلامه فقالت له مر عمك فلينحر بكرا وهى الفتية من الإبل ما يؤخر الأمر وأطعم الناس فى هذا اليوم تم العقد فلا تؤخر البناء والاتصال وهلم فقِل