ولكن إذا كان الضلال متسبباً عن سوء القصد فلا علاج له، إذا كان الضلال متسببا عن الضياع وعن عدم البصيرة ومعرفة الحق سرعان ما يهتدى الضآل فما أوضح الحق وما أظهره، فالله عندما أمرنا باتباع رسله عليهم صلوات الله وسلامه سيقيم لنا أدلة على ذلك الله أقام ادلة تدل عليه على أنه الخالق الموجد المعبود بحق سبحانه وتعالى، عندما يقول جل وعلا فى كتابه فى أول سورة من كتابه فى سورة الفاتحة {الحمد لله رب العالمين} ، الحمد لله، هذه قضية، الله يحمد لما يحمد؟ ويستحق الحمد ماالسبب لذلك؟ وما الدافع له؟ وما المبرر له؟ أتاك بالدليل والبينة قال هو الرب، رب من؟ رب العالمين وكل من عدا الله من العالمين، مفرد عالم جمع عالم، والعالم سمى عالما لأنه علامة على موجده وخالقه وهو الله جل وعلا فلله الحمد، ما الدليل على أنك إلاه تحمد وينبغى أن نشكرك وأن نعبدك وأن نوحدك؟ قال: أنا سيدكم أنا مالككم كيف، كيف هذا؟ قال: أنتم خلقى وتدلون على وكل واحد من مخلوقات الله من حجر وبشر وبقر وشجر وغير ذلك يدل على الله، وفى كل شىء له آية تدل على أنه واحد سبحانه وتعالى.
{الحمد لله رب العالمين} ، من العالم كما قلنا وهو جمع عالم من العلامة فالعالم سمى عالماً لنه علامة على وجود خالقه وعلى عظمة خالقه وعلى أن هذا الخالق ينبغى أن يعبد سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وهكذا الأنبياء والرسل عليهم جميعا صلوات الله وسلامه ينبغى أن يكون هناك علامات تدل على صدقهم وأنهم رسل الله لنفرق بين النبى والمتنبىء، وبين الصادق والكذاب، وبين المحق وبين المبطل.