(وفى رواية فتتابعوا) هَذَا النَّبِيَّ عليه الصلاة والسلام، فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الأَبْوَابِ، فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ (هو أدخلهم فى السور وأغلق باب الدسكرة) ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ، وَأَيِسَ مِنَ الإِيمَانِ قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَىَّ. وَقَالَ إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، فَقَدْ رَأَيْتُ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ، (أى فيما يتعلق بهذه القصة، لكن حياته إمتدت وقاتل المسلمين فى العام الثامن للهجرة فى موقعة مؤتة بألفى مقاتل، وقاتل بعد ذلك وجهز جيشاً كبيراً ليقتل النبى عليه الصلاة والسلام فى غزوة تبوك فى العام العاشر، وكتب له النبى عليه الصلاة والسلام كتاباً يدعوه إلى الإيمان وكاد أن يؤمن ثم لم يؤمن، وكتب للنبى صلى الله عليه وسلم كتاباً فقال: أسلمت، فقال النبى: كذب عدو الله على نبينا صلوات الله وسلامه، إنه على نصرانيته، ثم قيل: امتدت حياته لعهد أبى بكر وعمر، ثم زال ملكه فى عهد عمر عندما فتحت بلاد الشام فى العام السادس للهجرة بعد هذا الكتاب بعشر سنين بقيادة أبى عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين، وكان ذلك فى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.