إنتبه ماذكر أمر الجهاد هنا، وأنهم ينالون منه وينال منهم، ما ذكر هذا هنا، وهو وارد فى روايات البخارى عندما قال له: وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة، هذا ثابت فى الصحيحين، لكن فى هذه الرواية ما ورد، وهنا بعد ماذا يأمركم عقب على هذا السؤال العاشر، قال: هذه صفة نبى، إن كان ما تقول حقا فهو نبى، ثم قال هرقل: فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَىَّ هَاتَيْنِ، (هذه البلاد ستكون فى نهاية الأمر وهى بلاد الشام بيت المقدس وبلاد الشام كلها ستكون ملكاً للإسلام، إن كان ما تقول حقا، هذا نبى وسيظهره الله على أهل الأرض) وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، (حسب ما عندنا فى الكتب السابقة من الإنجيل والتوراة) لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، (يا معشر العرب وأنتم الآن ستفوقون بهذه المرتبة) فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ (بضم اللام، أى أصل إليه وأقترب منه وأكون عنده) أنى أخلص إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ، (أى لتكلفت وتحملت الصعوبات من أجل الوصول إليه) وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ.