نعم نحن حصل منا ما حصل لكن النبى عليه الصلاة والسلام ما حصل منه فزع ولا رعب ولا فرار، إذا من الذى فر؟ شبان هؤلاء بعد فتح مكة، خرجوا سراعا إلى موقعة حنين وأكثرهم حديث عهد بإسلام وشبان ليس عندهم أسلحة، فكانوا فى المقدمة كما سيأتينا فلما رشقوا بسهام كالمطر ولوا وفروا، وما عندهم علم بأساليب الحرب والقتال، فمن الذى ثبت؟ ثبت النبى عليه الصلاة والسلام ومعه كبار الصحابة كما سيأتينا رضوان الله عليهم أجمعين، قال: جاء رجل إلى البراء فقال: أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة، قال: أشهد على نبى الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ولكنه انطلق اخفاء من الناس، أى متخففون ليس عليهم سلاح وهم أيضا أخفة فى أنفسهم شباب عندهم نشاط وحسر أخفاء من الناس، شباب حسر جمع حاسر لا يحملون شيئاً من الأسلحة ويعنى عدة القتال، إلى هذا الحى من هوازن، وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد، رجل: أى قطعة كبيرة من جراد، أى كأنها سرب عظيم، كأنها رجل من جراد، أى جراد منتشر، جاءت السهام كأنها مطر فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث وهو ابن عم النبى عليه الصلاة والسلام، أبو سفيا بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم النبى عليه الصلاة والسلام، وأبو سفيان بن الحارث، يقود به بغلته، فنزل النبى عليه الصلاة والسلام عن بغلته وترجل ودعى واستنصر وهو يقول: أنا النبى لا كذب أنا ابن عبد المطلب، اللهم نزل نصرك، قال البراء: كنا والله إذا احمر البأس نتقى به، وإن الشجاع منا للذى يحاذى به، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم.