وسيأتينا إخوتى الكرام فى حادث الإسراء عندما أسرى بنبينا عليه الصلاة والسلام وعرج به ومر على السماء السادسة وفيها نبى الله موسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، ولما مر عليه وجاوزه بكى، فقال كما فى حديث الإسراء: غلام بعث بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى، نبينا غلام عليه الصلاة والسلام، فى حادث الإسراء زاد على الخمسين، الذى وقعت قبل الهجرة بسنة، يعنى صار له فى البعثة اثنتى عشرة سنة، عمره اثنتان وخمسوت سنة، وأنت تقول عنه غلام، قال غلام فى الجد والعزم والنشاط والحيوية والفتوة، لا فى العمر، هو شيخ لكن هذا الشيخ، همة الغلمان والفتيان والشجعان والشبان دون همته، وهذا تعبير نبى الله موسى، قال: غلام بعث بعدى، هو لما بعث كان كهلا عليه صلوات الله وسلامه، تم الأربعين، وبعد بعثته باثنتى عشرة سنة أسرى به، وأنت تقول غلام، كيف غلام؟ قال: هذا غلام فيه معنى الغلمان لا عمرهم، هذا عمر الشيخوخة، لكن هذا الشيخ فيه قوة الشبان والشجعان والغلمان والفرسان على نبينا الصلاة والسلام هذا حاله، وهذا الكمال فى خَلْقهم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.
إخوتى الكرام: مما يتعلق بالقوة بحث أحب أن اذكر به، لأنه جرى حوله لغط فيما يتعلق بقوة نبينا عليه الصلاة والسلام وحقيقة هو مما يمدح به وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يذكره ولا يتمدح به إلا ذكور الرجال ولا يكرهه إلا مخانيثق الرجال، هذا الوصف الذى فى نبينا عليه الصلاة والسلام كثير من الأنذال لا سيما فى هذا الوقت أكثروا الغط حوله، نذكره ولنبين يعنى الكمال فيه، وكيف هو يوضح قوة نبينا عليه صلوات الله وسلامه.