علامات قوة النبي (2)
(لقاء ديني)
للشيخ الدكتور
عبد الرحيم الطحان
وذهب النبى عليه الصلاة والسلام تحت شجرة وعلق سبفه بغصن من أغصانها ثم نام تحتها وما معه أحد فداه نفسى وأبى وأمى عليه صلوات الله وسلامه، ففطن بعض المشركين لحال الصحابة الكرام الطيبين وأنهم ناموا وابتعدوا عن النبى عليه الصلاة والسلام، فجاءه واسمه غورث بوزن جعفر كما وردت الإشارة إلى هذا فى صحيح البخارى، جعفر غورث، وقيل بضم الغين غُورث، وقيل: غُويرث، وقال القرطبى بالكاف كورث، وضبط الإسم لايهمنا، غورث جعفر هذا أرجح فيما يظهر والعلم عند الله، مشرك اسمه غورث، جاء والنبى عليه الصلاة والسلام نائم القائلة تحت ظل الشجرة وسيفه معلق بغصن من أغصانها، فأخذ السيف وسله، فانتبه النبى عليه الصلاة والسلام، قال: يا محمد عليه صلوات الله وسلامه، من يمنعك منى إنسان مضجع وفوقه إنسان قائم عدو السيف بيده مسلط، يعنى أخرج من قرابه وغمده، من يمنعك منى، أنا النبى لا كذب، وعدنى الله بالنصر، الله فقط، من يمنعك منى؟ الله، هذا كالتعليل الذى ذكرناه، أنا النبى لا كذب، وعدنى الله بنصره، ولن يخلف الله وعده، ليس عندما يأتى أهل الأرض معك وسيوفهم مصلتة لا يقع فى قلبى مقدار ذرة شعرة من فزع، من يمنعك منى؟ الله، قال: فشام السيف، شام من الأضداد كما يقول أئمتنا، يأتى بمعنى أدخل اتلسيف فى غمده وبمعنى سله من غمده، والمراد هنا، أدخله، لما أدخله؟ علم يقيناً أنه لا قدرة له على النبى عليه الصلاة والسلام، ولا قبل له به، هذا كلام الواثق المطمئن، والله جل وعلا ألقى فى قلب هذا المشرك الرعب، فالسيف بيده بعد أن أخرجه ومن يمنعك منى؟ الله، فشام السيف، أى أدخل السيف مرة أخرى إلى قرابه وغمده، فقام النبى عليه الصلاة والسلام وأخذ السيف منه، وقال: من يمنعك منى؟ قال: لا أحد وكن خير آحذ يارسول الله عليه الصلاة والسلام، يعنى لا تعاقب وعاملنى بالعفو والمسامحة، لكن ما يمنعنى