طيب حصل الثانية ما النتيجة ثم تصير الثانية كالأولى وتطلب النفس الثانية ثالثة وليس لهذا آخر بل الغض عن المشتهيات ويأس النفوس من طلب المستحسنات يطيب العيش مع المعاشر مع من يعاشره وتعاشره ومن لم يقبل هذا النصح تعسر فى طريق الهوى وهلك على البارد وربما سعى لنفسه فى الهلاك العاجل أو فى العار الحاضر فإن كثيرا من المستحسنات لسن بصينات ولا يفى التمتع بهن بالعار الحاصل ومنهن المبذرات فى المال ومنهن المبغضة للزوج وهو يحبها كعابد صنم إلى آخر كلامه فى هذا الأمر إذن هذا من آفة هذه الشهوة أن النفس لا تقنع بما يكفيها وهى فقيرة تريد المزيد وفى ذلك إضرار عليها فى هذه الحياة وإضرار أيضا لها بعد الممات والإمام ابن الجوزى يقرر هذا أيضا فى كتابه ذم الهوى فى صفحة اثنتين وخمسين وستمائة وهكذا الإمام ابن القيم الجوزية فى كتابه روضة المحبين وهو كذم الهوى لكن الهوى إذا صرف فى الحلال فحقيقة مباح وروضة وإذا صرفته فى غير ذلك فيذم وتمنع منه فذاك نظر إلى جانب وهذا إلى جانب فذاك سمى كتابه ذم الهوى وهنا هوى مباح فسماه روضة المحبين يذكر الإمام ابن الجوزى وبعده الإمام ابن القيم عليهم جميعا رحمة الله فى هذا الكتاب فى ترجمة الخليفة المتوكل حقيقة أمرا عجيبا والمتوكل هو جعفر ابن المعتصم توفى سنة سبع وأربعين ومائتين للهجرة ومن الغريب أنه مات مقتولا قتله أعوانه بتآمر مع ولده المستنصر ثم بعد أن تآمر مع أعوان أبيه على قتل أبيه دبر هؤلاء مكيدة فقتلوا الابن فكان يقول لأمه وقد قتل بعد أبيه بخمسة أشهر ونصف خسرت الدنيا والآخرة تعجلت قتل أبى فقتلت المستنصر يتآمر على قتل أبيه الخليفة المتوكل انظر فى حال المتوكل يقول الإمام ابن الجوزى خرج مرة وهو واجم أى ساكت كأنه مشدوه فقال له وزيره ما لك عليك علامة الحيرة والدهشة ووضعك ليس بطبيعى قال فى الدار عشرون ومائة جارية ما فيهن واحدة تطلبها نفسى عنده من الجوارى مائة وعشرون من الغيب