{ورفعنا لك ذكرك} عند الملائكة مترتب على المعنى الأول، {ورفعنا لك ذكرك} فى الآخرة وفى الدنيا، {ورفعنا لك ذكرك} عندما أخذنا العهد والميثاق على الأنبياء قبلك أنهم يجب عليهم أن يؤمنوا بك إذا بعثت وهم أحياء وإذا ماتوا قبل بعثتك ينبغى أن يأخذوا العهد على أممهم إذا بعثت وهم أحياء يؤمنوابك كما قال الله جل وعلا {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} ، وإن مات قبل بعثته فينبغى أن يأخذ العهد على أمته إذا بعث محمد عليه الصلاة والسلام وهم أحياء أن يؤمنوا به.
قال الإمام ابن كثير: وما ورد عن بعض السلف من أن معنى الآية {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه.....} إلى أخرها من أنه يجب عليهم أن يصدق بعضهم بعضا، قال: هذا لا ينفى القول الأول، والثابت عن على وابن عباس هذا لا ينفيه، بل يستلزمه ويقتضيه، أى إذا صدق كل نبى بمن كان قبله وبمن كان بعده يلزم أنه هذا النبى الذى سيأتى بعده لو بعث وهو حى أن يصدق به وأن يتبعه وأن يكون من أعوانه وأنصاره، إذاً