إخوتى الكرام: هذه الأمور كما قلت مجملة تدل على صدق النبى عليه الصلاة والسلام فى نبوته ورسالته وأنه رسول الله حقاً وصدقاً على نبينا وعلى أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه، وكنت ذكرت فى الموعظة الماضية حديث الحارث بن مالك الأشعرى، وقلت: روى من طريقه ومن طريق أنس بن مالك فى معجم الطبرانى الكبير ومسند البزار والحديث رواه البيهقى فى شعب الإيمان كما تقدم معنا وعبد الرزاق فى مصنفه وفى التفسير، وفيه الإشارة إلى أن كل شىء له علامة ودلالة، عندما قال نبينا عليه الصلاة والسلام لحارثة كيف أصبحت، قال: أصبحت مؤمناً حقا، إلى أخر الحديث الذى ذكرته، قال: انظر ما تقول إن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك، قال: أصبحت وقد عزفت نفسى عن الدنيا فأظمئت نهارى وأسهرت ليلى، وكأنى أنظر إلى عرش ربى بارزاً كما ذكرت هذا فى الموعظة الماضية، وكأنى أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون وإلى أهل النار يعذبون، بعض الأخوة الكرام كأنه أشكل عليه الأمر، فيقول: قرأ فى كتاب الفتن والملاحم للإمام ابن كثير عليه رحمات ربنا الجليل فكأنه يقول: أشار الإمام ابن كثير إلى أن الحديث فى صحيح البخارى، وقلت لكم الحديث فى تلك الكتب واسناده ضعيف لكن معناه يدل على أنه لا بد لكل شىء من علامة تدل تلك العلامة على صدق ذلك الشىء أو على بطلانه، وكأن الأخ اشتبه عليه الأمر، يقول الإمام ابن كثير فى كتابه الفتن والملاحم وهو النهاية الملحق بأخر البداية، يقول: ذكر تزاور أهل الجنة بعضهم بعضا، وتذاكرهم أمور كانت منهم فى دار الدنيا من طاعات وزلات، يقول بعد ذلك: ولهذا مزائر كثيرة قد ذكرنها فى التفسير، وذكرنا فى أول شرح البخارى فى كتاب الإيمان حديث حارثة حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت يا، قال: أصبحت مؤمنا حقا إلى أخر الحديث، يا إخوتى لا يدل هذا على أن الحديث فى صحيح البخارى، الإمام ابن كثير شرح قطعة من صحيح البخارى ولم يكمله، وهكذا الإمام