مأسورين وأعطاه ثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة عبدة، فأخذ كل هذا وعاد معه أسرى المسلمين إلى المدينة فى عهد خلافة عمر رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين، فقص عبد الله بن حذافة على عمر ما حصل له وأنه قبل رأس ملك الروم الكافر، فقال عمر: حق على كل سلم أن يقبل رأس عبد بن حذافة، وأنا أول من يبدأ فقام وقبل رأسه رضي الله عنه وأرضاه، وحقيقة ما قبل رأس هذا الكافر لمصلحة لنفسه، إنما إذا توقف الأمر على إطلاق ثلاثمائة من المسلمين فحقيقة الأمر إن شاء الله يسهل بجانب إطلاق هذه النفوس العزيزة.

الإمام الذهبى بعد أن أورد هذه القصة علق عليها، والقصة صحيحة ثابتة رواها البيهقى فى دلائل النبوة وابن عساكر فى تاريخ دمشق، يقول الإمام الذهبى: ولعل هذا الملك قد أسلم سراً ويدل على ذلك مبالغته فى إكرام عبد الله بن حذافة، ملك الروم بعد أن رأى من عبد بن حذافة ما رأى لعله أسلم، وقال لعبد بن حذافة: قبل رأسى وانا أعطيع ما أعطيع لألا ألام أمام رعيتى ولألا أيضاتً يبطشوا بى، يقول هذا يعنى حيلة عليهم وما أستطيع أنا أن أظهر الإسلام لعله يكون، يقول الذهبى: وكذا القول فى هرقل إذ عرض على قومه الدخول فى الدين فلما خافهم قال: إنما كنت أختبر شدتكم فى دينكم، فمن أسلم فى باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار، إذ قدحصل فى باطنه إيماناً ما، وإنما يخاف أن يكون قد خضع للإسلام والرسول واعتقد أنهما حق مع كونه على دين صحيح، هذا لو صدر منه لا ينفعه ذلك الإعتقاد، فتراه يعظم للدينين كما فعله كثير من المسلمانية فهذا لا ينفعه الإسلام حتى يتبرأ من الشرك والعلم عند الله جل وعلا، هذه القصة فى ترجمة عبد الله بن حذافة فى سير أعلام النبلاء يذكرها أيضاً الإمام ابن حجر فى الإصابة، يقول: ومن مناقب عبد الله بن حذافة ثم ذكر هذه القصة وأنه تسبب فى إطلاق ثلاثمائة من أسرى المسلمين من ملك الروم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015