وطابا فى المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه، أيها الناس أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصِلُوا الأرحام وصَلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام، حقيقة أحسن وصية أن تحسن صلتك بربك وصلتك بخلق الله جل وعلا، أن تعظم الله وأن تشفق على عباد الله والدين كله يدور على هاتين الدعامتين، تعظيما لله وشفقة على خلق الله، إطعام الطعام تعظيم شفقة على خلق الله إفشاء السلام إحسان لعباد الله رفق بهم مواسات لهم، ثم بعد ذلك الصلاة بالليل والناس نيام، تعظيم لذى الجلال والإكرام، فإذا عظمت الخالق وأشفقت على المخلوق وأحسنت إليه تدخل الجنة بسلام، هذا خطاب النبى عليه الصلاة والسلام فى أو لقاء بأصحابه فى المدينة المنورة على نبينا صلوات الله وسلامه، الشاهد فى الحديث وهو صحيح، فلما استثبت من النظر إلى وجهه علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب على نبينا صلوات الله وسلامه.
إخوتى الكرام: لنفصل كما قلت الكلام على خَلْق النبى عليه الصلاة والسلام وخُلُقه، ونرى دلالة هذين الأمرين على نبوته ورسالته على نبينا صلوات الله وسلامه.