إخوتى الكرام: الأمر الخامس كما قلت سأقرره بخمس آيات وقد تدارسنا أربع آيات ونحن نتدارس الآية الخامسة الأخيرة فى هذا الموضوع ألا وهى قول الله عز وجل وأنحكوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم وقد تقدم معنا إخوتى الكرام تقدم معنا أن هذه الآية فيها عدة كريمة من رب كريم بإغناء المتزوجين وقلت هذا المعنى هو الذى دلت عليه آيات القرآن العظيم ووردت به أحاديث نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام وهو نقل عن سلفنا الطيبين وهو المقرر فى كتب أئمتنا المفسرين هذا انتهينا منه وقررت هذه الدلالات ثم استعرضت قولين ضعيفين مرجوحين الأول كما تقدم معنا قاله الزين ابن المنير وذهب إليه الإمام الرازى عليهم جميعا رحمة الله إنه ليس فى هذه الآية عدة بإغناء المتزوجين إنما لما ركز فى الطباع بأن النكاح مانع من الغنى لكثرة ما يتحمله المتزوج من نفقات وتبعات أراد الله أن ينفى هذا الوهم فأراد أن يخبر بأن هذا النكاح لا يمنع من الغنى فعندما أراد بأن ينفى هذا المعنى دل عليه بهذه الصورة وهو وجود الغنى مع النكاح والمقصود أصالة نفى الفقر بالنكاح يعنى لا يمكن أن يفتقر الإنسان إذا تزوج وإذا قدر له الغنى سيأتيه الغنى سواء كان متزوجا أو لا وتقدم معنا أن هذا القول مردود لما تقدم معنا من الأدلة والآثار.