أما أثر مجاهد فقد رواه الطبري في تفسيره، وهكذا عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر كما روي عن الإمام الشعبي بسند صحيح في تفسير الطبري ورواه إسحاق بن راهُوْيَهْ وروي الأثر عن الربيع بن أنس في تفسير الطبري وروي عن أبي الأسود في تفسير ابن أبي حاتم وابن مردويه كما رواه أبو إسحاق إبراهيم بن دحيم في تفسيره عن ضمرة بن حبيب الزبيدي وهذه الآثار المرسلة تشهد للأثر المتصل عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وخلاصة ما فيها أنه وقعت خصومة بين بعض المنافقين وبين يهودي في زمن نبينا عليه الصلاة والسلام فطلب اليهودي من المنافق الاحتكام إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فأراد المنافق من اليهودي الاحتكام إلى حبر من أحبار اليهود ثم ذهبا إلى نبينا المحمود عليه الصلاة والسلام فقصا عليه قصتهما فحكم نبينا صلى الله عليه وسلم بأن الحق لليهودي فلما خرجا قال المنافق هلم بنا إلى أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه فذهبا إليه فلما عرض المنافق عليه القصة قال اليهودي يا أبا بكر ذهبنا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فحكم بأن الحق لي فقال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه ما كان لابن أبي قحافة أن يحكم في مسألة حكم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبا إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه فلما قص المنافق عليه القصة وطلب منه الحكم فيها قال اليهودي يا عمر ذهبنا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فحكم بأن لحق لي ثم ذهبنا إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال ما كان لابن أبي قحافة أن يحكم في مسألة حكم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه للمنافق أحقيق ما يقول اليهودي قال نعم قال انتظرا ثم دخل إلى بيته وأخرج سيفه وضرب عنق المنافق وقال هذا حكمي في من لم يقبل بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ... } وأئمتنا قالوا في الحديث المتقدم {لا