.. وهذا السبب العظيم هو الذي من أجله طاشت له قلوب الصديقين، وطارت بسببه أفئدة الراسخين، فاشتد خوفهم من رب العالمين، وسألوه الثبات على دينه الكريم في جميع الأحايين، وخاصة عند اشتداد السياق بهم وهو الكرب العظيم، ومن سلك هذا المسلك الكريم، فيرجى له التثبيت من قبل رب العالمين، على صراطه المستقيم، والحظوة بفضله العميم، ومن انحرف عن ذلك من المكلفين، فهذا علامة خسرانه المبين، نسأل الله العظيم أن يثبت قلوبنا على دينه القويم، وأن يجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين، وأن يمن علينا بجنات النعيم، والنظر إلى وجهه الكريم فهو ربنا لكريم، وهو خير المسئولين.