إلا الله ثم نأتي أيضاً بما يبطل ما في تلك الطاعات من سلامة ونحسب ما لنا ولا نحسب ما علينا وحالنا كما قال القائل:
قابلت بين حسانها وفعالها ... فإذا الملاحة بالقباحة لا تفي
وسأقتصر في هذه الموعظة على عشر معاصي إذا فعل الإنسان شيئاً منها تحبط طاعاته كما هو مبين بالصفات المذكورة في هذه المعاصي ثم أختم هذا الأمر والكلام على هذا الموضوع في الموعظة الثانية من هذه الخطبة بخاتمة حسنة نسأل الله أن يختم لنا بالحسنى إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
أما هذه الأمور التي تحبط العمال:
أولها: الرياء.
وثانيها: الابتداع وعدم الاتباع.
وثالثها: المن على المخلوقات وعلى رب الأرض والسموات.
ورابعها: الجهر بالقول على خاتم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وتقديم الآراء بين يديه وبين شريعته الغراء.
والخامس: تفويت صلاة العصر.
والسادس: عدم حفظ الصيام من الهذيان والزور والآثام.
والسابع: الاحتيال على أكل الحرام.
والثامن: أكل الحرام فمن وقع فيه فالنيران أولى به عند ذي الجلال والإكرام.
والتاسع: شرب الخمر.
والعاشر: إسبال الثوب.
هذه الأمور العشرة من جملة ما يحبط الأعمال وكثير من الناس في غفلة عن ذلك.
أما أولها:
1- الرياء:
وهو أن لا يخلص الإنسان في عبادته لربه جل وعلا فالعمل مردود قال ربنا المعبود في سورة الكهف: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} .
وثبت في صحيح مسلم وسنن ابن ماجه من رواية سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [قال الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه] .
وفي رواية ابن ماجه [فهو للذي أشرك وأنا منه بريء] الرياء يحبط الطاعات ويبدل الحسنات إلى سيئات هذا محبط أول فانتبه يا عبد الله والله لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحاًا ولوجهه خالصاً.