وقد ثبت نظير هذه الرواية أيضا عن أمنا حفصة رضي الله عنها وأرضاها في الموطأ والتاريخ الكبير للبخاري وهو في مصنف عبد الرزاق ورواه عبد بن حميد في مسنده والطبري في تفسيره.
كما رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف والأنباري في المصاحف أيضا، وأبو عبيد في كتاب فضائل القرآن، ورواه أبو يعلى في مسنده والبيهقي في السنن الكبرى عن أمنا حفصة رضي الله عنها وأرضاها بنحو رواية أمنا عائشة وانظروا روايات متعددة عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين في تفسير الصلاة الوسطى بصلاة العصر في الدر المنثور في الجزء 1/300 إلى 305.
فالصلاة الوسطى هي العصر فهي ختام أعمال اليوم هي فرضت على الأمم قبلنا فما تحملوها وبها أقسم الله جل وعلا على أحد أقوال ثلاثة قيلت في تفسير سورة العصر خلاصتها أن الله أقسم بالعصر والمراد منه ثلاثة أقوال:
القول الأول: هو الدهر هو الزمن.
ويدخل في هذا ثلاثة أقوال تدخل في هذا القول:
العصر: هو العشي.
... وهو الوقت الذي يكون من زوال الشمس إلى غروبها العصر.
... هو عصر الإنسان وزمن كل إنسان فأقسم الله بعمر كل إنسان وبما يوقع في عمره من أعمال ينال بها الفوز أو الخسران.
والقول الثالث: العصر هو عصر النبي صلى الله عليه وسلم ونقل هذا عن عدد من أئمتنا الكرام.
قال الإمام الرازي: وقد أقسم الله جل وعلا بعمر النبي عليه الصلاة والسلام وأقسم ببلد النبي عليه الصلاة والسلام وأقسم بزمن النبي عليه الصلاة والسلام فقال جل وعلا: {وهذا البلد الأمين} .
وقال: {فلا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد} .
وقال في سورة الحجر: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} .