1ـ {إنَّ الذِينَ جاؤوا بِالإِفْكِ} أسوأ الكذب على عائشة رضي الله عنها أمّ المؤمنين بقذفها {عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} جماعة من المؤمنين، قالت: حسان بن ثابت، وعبد الله بن أبيّ، ومسطح، وحمنة بنت جحش {لا تَحْسَبُوهُ} أيها المؤمنون غير العصبة {شَرّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} يأجركم الله به ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه وهو صفوان فأنها قالت كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بعدما أنزل الحجاب ففرغ منها ورجع ودنا في المدينة وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقفيت شأني وأقبلت إلى الرحل فإذا عقدي انقطعـ هو بكسر المهملة القلادة ـ فرجعت ألتمسه وحملوا هودجيـ هو ما يركب فيه ـ على بعيري يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العلقة ـ هو بضم المهملة وسكون اللام ـ من الطعام ـ أي القليل ـ ووجدت عقدي وجئت بعدما ساروا فجلست في المنزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إليّ فغلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان قد عرّس من وراء الجيش فادّلج ـ هما بتشديد الراء والدال أي نزل من آخر الليل للاستراحة ـ فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم ـ أي شخصه ـ فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ـ أي قوله إنا لله وإنا إليه راجعون ـ فخمرت وجهي بجلبابي ـ أي غطيته بالملاءة ـ والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطىء على يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ـ أي من أوغر: واقفين في مكان وغر من شدّة الحر ـ فهلك من هلك وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبيّ ابن سلول. اهـ قولها رواه الشيخان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015