منه إجلالا له على الخوف من وعيده وعقابه وناره ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيدي نعم إخوتي الكرام إن هذا النوع من أنواع الخوف هو أجل أنواع الخوف على الإطلاق ويحصل هذا النوع في نفس الإنسان عندما يعرف الإنسان الصلة الحقيقية بينه وبين ربه الرحمن فأنت فقير والله غني أنت ضعيف والله قوي أنت ذليل والله جل وعلا جليل أنت لا تقوم بنفسك ومحتاج إلى ربك في جميع أحوالك والله هو الغني الحميد هذا هو أجل أنواع الخوف وكما قلت يترتب على معرفتك بنفسك ومعرفتك بربك ولذلك قال أئمتنا الكرام من عرف نفسه عرف ربه والأثر روي عن العبد الصالح يحيى بن معاذ الرازي الذي توفى سنة ثماني وخمسين ومئتين للهجرة وهو من العلماء الربانيين الصالحين في هذه الأمة وكذلك يقول لا يزال العبد مقرون بالتواني ما دام مقيما على الأماني ومن كلامه المحكم عمل كالثراء يعني لا حقيقة له ومشوب بالأخلاط والآفات عما كالثراء وقلب من التقوى خراب وذنوب بعدد الرحل والتراب " 51: 24 "
ثم تطمع بالكواعب الأتراب والنظر إلى وجه الكريم الوهاب هيهات هيهات أنت سكران من غير شراب ثم يقول ما أجلك لو بادرت أجلك ما أقوالك لو خالفت هواك يقول هذا العبد الصالح يحيى بن معاذ الرازي عليه وعلى جميع أئمتنا رحمة ربنا اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا هذا العبد الصالح صاحب هذه الحكمة من عرف نفسه عرف ربه وليس هذا بحديث ينسب إلى نبينا عليه الصلاة والسلام كما توهم ذلك بعض الأنام وقد حقق أئمتنا الكرام هذا القول وبينوا أنه ينسب إلى هذا العبد الصالح منهم شيخ الإسلام الإمام النووي في فتاواه المشهورة ومنهم أيضا الإمام ابن القيم الجوزية في الجزء الأول صفحة سبع وعشرين وأربع مئة من مجالس السالكين ومنهم الإمام السيوطي وألف رسالة حول هذا الأثر عن هذا العبد الصالح سماها القول الأشبه في بيان معنى حديث من عرف نفسه عرف ربه وقد ذكر الإمام السيوطي" 49: 26 "