– وقد رد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عليهم زعميهم وأعلمهم أن من كان أعلم بما يقرب إلى الله – عز وجل – فهو أولى بالعمل بها، ورتبة الكمال الإنساني منحصرة في الجمع بين القوة العلمية، والقوة العملية، ولا وجود لهما على وجه التمام إلا في خير البرية – صلى الله عليه وسلم – ثبت في صحيح البخاري عن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعر الغضب في وجهه، ثم يقول: "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا"، وفي المسند عن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت: إن ناساً كانوا يتعبدون عبادة شديدة، فنهاهم النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: "والله إني لأعلمكم بالله – عز وجل – وأخشاكم له (?) ".