وهذا العبد الصالح عبد الله بن عون أبو عون قدوة عالم البصرة عليه رحمة الله، كان يتمنى رؤية النبى عليه الصلاة والسلام فى المنام ويبث شوقه إلى ذلك ويطلب من إخوانه أن يدعوا له بذلك فما حصل له ذلك إلا فى أخر عمره، فلما رأى النبى عليه الصلاة والسلام فى نومه فرح بذلك كثيرا، فما عاش بعد ذلك إلا قليلا حتى مات رحمه الله ورضي الله عنه، وقد توفى سنة 150 للهجرة وحديثه أيضا فى الكتب الستة وهو من العلماء الربانين، دعته أمه مرة فأجابها فظن أن صوته على صوتها فأعتق رقبتين تكفيراً لإرتفاع صوته على صوت أمه، وكان لا يغضب أبدا عليه رحمة الله، وإذا أغضبه أحد يقول له: بارك الله فيك، وكان يقول: ذكر الناس داء وذكر الله دواء.
إخوتى الكرام: إذا كان الجذع يحن إلى نبينا عليه الصلاة والسلام ويحزن لفراقه ويشتاق إلى رؤيته وإلى الإتصال به فكيف بنا نحن إخوتى الكرام.
رحمة الله على الحسن البصرى عندما كان يروى حديث الجذع حنين الجذع يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تحن شوقاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.