إخوتى الكرام: لفظ الأبدال تقدم معنا ضمن خطب الجمعة وقلت إن الحديث فيهم وفى هذا الوصف لعباد الله الصالحين ثابت صحيح ثبت فى مسند الإمام أحمد بسند رجاله رجال الصحيح كما فى المجمع فى الجزء العاشر صفحة اثنتين وستين عن سيدنا على رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال] وفى رواية [البدلاء فى أمتى أربعون وهم فى الشام بهم يسقون الغيث وينصرون على الأعداء وبهم يدفع عن أهل الشام البلاء] الحديث كما قلت فى المسند بسند رجاله رجال الصحيح وتقدم معنا أن الحديث روى من رواية سيدنا أنس ابن مالك وعبادة ابن الصامت وعوف ابن مالك أيضا وعن غير ذلك من الصحابة وإسناد حديث الأبدال لا ينزل عن درجة الحسن وقلت يراد من الأبدال من بدلوا الصفات المذمومة فيهم بصفات حسنة بدلوا البخل بكرم والجبن بالشجاعة والجهل بعلم والتقصير بجد واجتهاد فى طاعة الله الجليل ولا يشترط أنهم كانوا سابقا على تلك الصفات لا إنما تنزهوا عن النقائص واتصفوا بالكمالات هذه معنى الأبدال ثم هؤلاء خيار العباد أربعون نعتهم الله بهذا الوصف على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام سموا أيضا بالأبدال لأنه كلما مات واحد جعل الله مكانه غيره بدلا عنه بحيث لا ينقص هذا العدد عن أربعين فى بلاد الشام بفضل رب العالمين ولا نستطيع أن نقول عن واحد بعينه إنه من الأبدال نعم كان سلفنا يقولون هذا بكثرة لكثير من الخيرين الصالحين قل كنا لا نشك أنهم من الأبدال هذا وارد بكثرة على لسان الإمام البخارى فمن دونه رضي الله عنهم أجمعين لا نشك أنه من الأبدال وكان من الأبدال وكان يرون أنه من الأبدال كما قلت رتبة تدل على استقامة وصلاح أما هذه الرتبة كما قلت التى اخترع لها الصوفية بعد ذلك طقوسا ضالة فنحن كما قلت يعنى نبرأ إلى الله منها وأشد الناس محاربة لها عندما يقولون دولة خفية دولة محمدية على نبينا وآله وصحبه صلوات الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015