والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه والإمام النسائي في سننه من رواية سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه قال: مات رجلاً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما تقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هل عليه دين؟ قالوا: ثلاثة دنانير، ولعل القصص تكررت وكان صاحب الأريحية والمعروف بالنجدة أبو قتادة يتحمل الدين في جميع هذه الحوادث، ثلاثة دنانير، قال هل ترك وفاءً؟ قالوا لا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال: صلوا على صاحبكم، فقال أبو قتادة: الدنانير عليَّ يا رسول الله عليه الصلاة والسلام، فتقدم النبي عليه الصلاة والسلام فصلَّى عليه، وهذا اخوتي الكرام كان في أول الأمر قبل أن يفتح الله على رسوله عليه الصلاة والسلام وقبل أن تأتي الخيرات والمغانم والأرزاق، وأما بعد أن فتح الله عليه فكان يصلي على الميت على نبينا وصحبه صلوات الله وسلامه ولا يسأل عن الدين، وإذا كان على الميت دين كان يتحمله سيد الكونين نبينا عليه صلوات الله وسلامه.
كما في الصحيحين وغيرهما من رواية أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني في أول الأمر إذا أراد أن يصلي على ميتٍ سأل هل عليه دين؟ فإذا قالوا ليس عليه دين تقدم فصلى عليه، وإذا قالوا عليه دين سأل هل ترك وفاءاً، فيقال: نعم فيتقدم وصلى عليه أيضاً، وإذا قالوا لم يترك وفاءاً تأخر وقال صلوا على صاحبكما، فلما فتح الله عليه قال: أنا أولى بكل مؤمناً من ترك مالاً فلورثته ومن ترك ديناً وضياعاً فإليَّ وعليَّ عليه صلوات الله وسلامه، من ترك مالاً لورثته أرعاهم وأنا أبوهم على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه، هذا بعد أن فتح الله عليه الفتوح وفي أول الأمر إذا يترك الميت وفاءاً لدينه ما كان يصلي عليه مبالغة في تعظيم حقوق العباد.