اخوتي الكرام: لابد أن نعي وضعنا هذه الأيام وكثير ممن يدعي في هذا الوقت الرجوع للكتاب والسنة وهو خطر على السنة ممن يحارب السنة، وقد أشار أئمتنا إلى هذا فاستمعوا إلى هذا الكلام الذي يذكره ابن رجب الحنبلي في كتابه فضل علم السلف عن الخلف صفحة ثلاثة عشر صـ13 والإمام ابن رجب الإمام التقي الورع العابد البحر الصامت الذي توفي سنة خمسة وتسعين وسبعمائة للهجرة 795هـ، وفي زماننا أي في القرن الثامن يتعين كتابه كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد، وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة، وحدث إلى من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم وهم أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه أو يأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبل، وكما قلت عند المعلم التاسع من المعالم المتقدمة قلت أنقل كلام الإمام الذهبي بأن الإنسان لا يخرج في الفتية عن المذاهب الأربعة، بل يلتزم بالمذهب الذي ينتشر في ذلك المصر من أمصار المسلمين، يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء في الجزء الثامن صفحة تسعين إلى خمسة وتسعين صـ90 ـ صـ95 في ترجمة الإمام المبارك الإمام مالك بن أنس يقول بعد أن ذكر من كان يقلد من أئمة الإسلام بداً من الصحابة الكرام إلى زمنه قال: ولم يبقى اليوم إلا هذه المذاهب الأربعة وقل من ينهض بمعرفتها كما ينبغي فضلاً عن أن يكون مجتهداً ولا ريب أن كل من أنس من نفسه فقهاً وسعة علماً وحسن قصدٍ فلا يسعه الالتزام بمذهب واحد في كل أقواله، لأنه قد تبرهن له مذهب الغير في مسائل لاح له الدليل وقامت عليه الحجة فلا يقلد فيها إمامه، بل يعمل بما تبرهن، ويقلد الإمام الآخر بالبرهان، لكنه لا يفتي العامة إلا بمذهب إمامه أو ليصمت بما خفي عليه دليله، هذا الأمر كما قلت اخوتي الكرام نحو الفرقة الأولى التي نبذت مذاهب أئمتنا الكرام ودعت على زعمها إلى العودة إلى كتاب