نعم نبه أئمتنا على هذا وكما قلت شريعة محكمة تتابع عليها أمة النبي عليه الصلاة والسلام تتابع عليها عشرة قرون، أما وجد في هذه الأمة طائفة ظاهرة على الحق يبينون أقوالاً ضعيفة وترخصات شاؤه بلى وجد، فإذا وجد خطأ نبه عليه من قبل من تقدمنا من أئمتنا رضوان الله عليهم أجمعين، ولا أعني بهذا المعلم السابع أن كل واحد منا إذا قرأ مسألة ما راقت له قال خطأ (الإمام الشافعي، لكن ما بقى في قلوبنا خشية لربنا ولا احترام لأئمتنا متكئاً على أريكته وبقهقة أخطأ الشافعي وما فهم المسألة، الإمام أحمد، ومن هذا الكلام المنكر الخطأ يرد ولكن من الذي يرد الخطأ، اعرف قدرك، أئمتنا حذروا من سقطات وزلات وهفوات وعترات يقع فيها البشر على حسب ضعفهم البشري فهذا الذي حذرنا منه وينهنا عليه صحيح من قبل من تتابع هذه المذاهب، وكفا الله المؤمنين القتال، يقول العبد الصالح سليمان التميمي الذي توفي سنة ثلاثة وأربعين ومائة للهجرة 143هـ وحديثه في الكتب الستة كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وصلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة رضي الله عنه وأرضاه يقول هذا العبد الصالح (من تتبع زلل العلماء ظل ومن أخذ برخصة كل عالم اجتمع فيه الشر كله) وهذا الكلام ينقله عنه الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وينقله عنه الإمام أبو نعيم في ترجمته في الحلية وينقله الإمام الذهبي في السير وفي تذكرة الحفاظ وينقله الإمام الخلال في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم نقل الإمام الخلال بعد هذا الأثر أثرين عن عالمين صالحين أولهما معمر بن راشد نزيل اليمن، أبو عروة الذي توفي سنة أربعة وخمسين ومائة للهجرة 154هـ، إمام ثقة عدل رضي، حديثه أيضاً في الكتب الستة يقول أيضاً (من تبع زلل العلماء اجتمع فيه الشر كله) ونقله هذا أيضاً عن شيخ الإسلام إبراهيم بن أدهم من العلماء الصالحين الربانيين توفي سنة اثنتين وستين ومائة للهجرة 162هـ، حديثه في الأدب المفرد