ولو كان المراد من إقامة الصلاة فعل الصلاة كيفما كان لما عدل الله عن الأقصر إلى الأطول بدون فائدة لقال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلاة لا داعي لإقام الصلاة وقال يقيمون الصلاة، يقول يصلون فالبليغ لا يترك أخصر الكلام الموجز إلى ما هو أطول إلا لقلته فيريد إذا من إقامة الصلاة هنا توفية الشيء حقه علماً وعملا إخوتي الكرام وإذا ما قام الإنسان بالصلاة علماً وعملاً على وجه التمام على هذه الحالة فقد جذعها ونقصها.
ثبت في معجم الطبراني في الأوسط بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة الكرام يقول أبو هريرة وأنا حاضر لو كان لأحدكم هذه السارية السارية في المسجد عمود جذع نخلة يقوم عليه في المسجد لو كان لأحدكم هذه السارية لكره أن تجدع أي أن تقطع أو يحصل فيها نقص لكره أن تجدع فكيف بالصلاة التي هي لله وأنتم تجدعونها أتموا صلاتكم فإن الله لا يقبل إلا تامة وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي لا يوفي الصلاة حقها علماً وعملاً فقد سرق منها وهذا أسرق السراق وأسوأ السراق عند رب الأرض والسماء.
ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح بن خزيمة والحديث رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في معجمه الكبير والحديث روي من رواية أبي قتادة رضي الله عنه وروى عن غيره من الصحابة الكرام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا وكيف يسرق يا رسول الله عليه الصلاة والسلام قال لا يتم ركوعها ولا سجودها روي الحديث أيضا عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري وروى عن غيرهم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أسوأ الناس سرقه الذي يسرق من صلاته قالوا وكيفي يسرق من صلاته يا رسول الله عليه الصلاة والسلام قال لا يتم ركوعها ولا سجودها.