الخصلة الأولى: فيهم أنه لا تلهيهم الدنيا عن طاعة الله جل وعلا وعما أوجبه الله عليهم فهمه.
الخصلة الثانية: يعظمون الله ويعبدونه يذكرونه ويوحدونه يقيمون الصلاة وهم يشفقون على خلق الله ويؤتون الزكاة ثم يستعدون بعد ذلك للقاء ربهم جل وعلا في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار.
وقد مضى الكلام إخوتي الكرام عن الصفة الأولى وهي أن هذه الدنيا لا تلهي عباد الله المؤمنين والذي يعمرون هذه المساجد في هذه الحياة.
وأما الصفة الثانية: فهم يذكرون الله جل وعلا ويصلون له نعم هؤلاء عرفوا الغاية التي من أجلها خلقوا وعرفوا الغاية التي من أجلها وجدت بيوت الله في الأرض – وجدت لذكر الله وعبادته والتفقه في دينه جل وعلا وللخضوع له ولعظمته جل وعلا فهم يذكرون الله في هذه البيوت ويصلون له سبحانه وتعالى.
أما الذكر إخوتي الكرام: فقد تكلمت عليه بشيء من التفصيل عند قول الله حي وعلا في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وبينت شعائر الذكر والمعاني التي يحتملها الذكر في شريعة الله جل وعلا وأقول ما تقدم – على وجه الاختصار بشرط أن أذكر كلاما غير الكلام الذي تقدم عند تفسير أول الآية.